شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٦٩
ونحن الفوارس يوم الزبير * وطلحة إذ قيل أودى غدر ضربناهم قبل نصف النهار * إلى الليل حتى قضينا الوطر ولم يأخذ الضرب إلا الرؤوس * ولم يأخذ الطعن إلا الثغر فنحن أولئك في * أمسنا ونحن كذلك فيما غبر قال: فلم يبق أحد من الرؤساء إلا وأهدى إلى الشني، [أو اتحفه].
قال نصر: وحدثنا عمر بن سعد، قال: لما تعاظمت الأمور على معاوية قبل قتل عبيد الله بن عمر بن الخطاب، دعا عمرو بن العاص، وبسر بن أبي أرطاة، وعبيد الله ابن عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فقال لهم: إنه قد غمني مقام رجال من أصحاب على، منهم سعيد بن قيس الهمداني في قومه، والأشتر في قومه، والمرقال، وعدي بن حاتم، وقيس بن سعد في الأنصار، وقد علمتم أن يمانيتكم وقتكم بأنفسها أياما كثيرة، حتى لقد استحييت لكم، وأنتم عدتهم من قريش، وأنا أحب أن يعلم الناس أنكم أهل غناء، وقد عبأت لكل رجل منهم رجلا منكم، فاجعلوا ذلك إلى، قالوا: ذاك إليك، قال فأنا أكفيكم غدا سعيد بن قيس وقومه، وأنت يا عمرو للمرقال أعور بنى زهرة، وأنت يا بسر لقيس بن سعيد، وأنت يا عبيد الله للأشتر، وأنت يا عبد الرحمن لأعور طيئ - يعنى عدى بن حاتم - وقد جعلتها نوبا في خمسة أيام، لكل رجل منكم يوم، فكونوا على أعنه الخيل، قالوا: نعم، فأصبح معاوية في غده، فلم يدع فارسا إلا حشده، ثم قصد لهمدان بنفسه، وارتجز فقال:
لن تمنع الحرمة بعد العام * بين قتيل وجريح دام (1) سأملك العراق بالشآم * أنعى ابن عفان مدى الأيام.

(1) قبله في صفين:
لا عيش إلا فلق قحف الهام * من أرحب وشاكر وشبام.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303