قالت ذلك إلا لتفعل ولكن خفتها فأنكرت أن أكون أريد ذلك فتجهزت فلما فرغت من جهازي قدم لي حموي كنانة بن الربيع أخو زوجي بعيرا فركبته وأخذ قوسه وكنانته ثم خرج بها نهارا يقود بها وهي في هودجها وتحدثت بذلك رجال قريش فخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طوى وكان أول من سبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي ونافع بن عبد القيس الزهري بقينة بني أبي عبيدة بن عتبة بن نافع الذي بإفريقية فروعها هبار بالرمح وهي في هودجها وكانت المرأة حاملا فيما يزعمون فلما لمحال ألقت ما في بطنها فنزل حموها ونثر كنانته فقال والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما فتكركر الناس عنه وأتى أبو سفيان في جلة قريش فقال أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك فكف وأقبل أبو سفيان فأقبل عليه فقال إنك لم تصب خرجت بامرأة على رؤوس الناس علانية وقد عرفت مصيبتنا ونكبتنا وما قد دخل علينا من محمد فيظن الناس إذا خرجت إليه ابنته علانية من ظهرانينا أن ذلك من ذل أصابنا عن مصيبتنا التي كانت وإن ذلك منا ضعف ووهن وأنه لعمري ما لنا في حبسها عن أبيها حاجة ولكن ارجع المرأة حتى إذا هدأ الصوت وتحدث الناس أنا قد رددناها فسلها سرا وألحقها بأبيها قال ففعل وأقامت ليالي حتى إذا هدأ الناس خرج بها ليلا حتى أسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام أبو العاص بمكة وكانت زينب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرق الإسلام بينهما حتى إذا كانت معي الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام وكان رجلا مأمونا بمال له وأموال لرجال من قريش
(٤٢٩)