فناداني شيخ من الأنصار فقال لنا سهمه على أن نحمله عقبه وطعامه معنا فقلت نعم سر على بركة الله فخرجت مع خير صاحب لي زادني حملانا على ما شارطت وخصني بطعام سوى ما أطعمه معه حتى أفاء الله علينا فأصابني قلائص فسقتهن حتى أتيته وهو في خبائه فدعوته فخرج فقعد على حقيبة من حقائب إبله ثم قال سقهن مدبرات فسقتهن مدبرات ثم قال سقهن مقبلات فسقتهن مقبلات فقال ما أرى قلائصك إلا كراما قال قلت إنما هي غنيمتك التي شرطت لك فقال خذ قلائصك يا بن أخي فغير سهمك أردنا طاوس اليماني عن واثلة حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا بقية بن الوليد حدثني إسماعيل بن عبد الله الكندي عن طاوس عن واثلة قال قلت يا نبي الله نبئني قال أن شئت أنبأتك بما جئت تسأل عنه وإن شئت فسل قال قلت بل نبئني يا رسول الله فإنه أطيب لنفسي قال جئت تسأل عن اليقين والشك قال قلت هو ذاك يا رسول الله قال فإن اليقين ما استقر في الصدر واطمأنت إليه القلب وإن أفتاك المفتون دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الخير طمأنينة والشك ريبة وإذا شككت فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك قلت يا نبي الله معبد وأمي فما العصبية قال أن تعين قومك على الظلم والورع الذي يقف على الشبهات وصدا على الدنيا الذي يطلبها من غير حل والإثم ما حاك في الصدر
(٨١)