وأنا فداؤك فقال يا بلال أسرج لي فرسي فأخرج سرجا دفتاه من ليف وليس فيهما أشر ولا بطر فأسرج فركب وركبنا فصاففناهم عشيتنا وليلتنا فتشامت الخيلان فولى المسلمون مدبرين كما قال الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا عبد الله ورسوله ثم اقتحم على فرسه فأخذ كفا من تراب فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني أنه ضرب به وجوههم وقال شاهت الوجوه فهزمهم الله قال يعلى بن عطاء فحدثني أبناؤهم عن آبائهم أنهم قالوا لم يبق أحد منا إلا امتلأت عيناه وفمه ترابا وسمعنا صلصلة من السماء والأرض كامرار الحديد على الطشت واللفظ لعفان أبو عبد الرحمن الجهني حدثنا موسى بن عيسى بن المنذر ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن أبي عبد الرحمن الجهني قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع راكبان فلما رآهما قال العرادة مذحجيان فلما أتياه فإذا رجلان من مذحج فدنا أحدهما ليبايعه فلما أخذ بيده قال يا رسول الله أرأيت من رآك فآمن بك وصدقك فاتبعك ماذا له قال طوبى له قال ثم مسح على يده فانصرف
(٢٨٩)