رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحقه رجلان من قريش فقاتلاه حتى غلباه عليها فدفعاها فوقعت على صخرة فأسقطت وأهريقت دما فذهبوا بها إلى أبي سفيان فجاءته نساء بني هاشم فدفعها إليهن ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة فلم تزل وجعة حتى ماتت من ذلك الوجع فكانوا يرون أنها شهيدة حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عمران بن أبي الرطيل ثنا حبيب بن خالد الأسدي عن الأعمش عن عبد الله بن المغيرة عن أنس بن مالك قال توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا معه فرأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مهتما شديد الحزن فقلنا لا نكلمه حتى انتهينا إلى القبر فإذا هو لم يفرغ من لحده فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدنا حوله فحدث نفسه هنيهة وجعل ينظر إلى السماء ثم فرغ من القبر فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فرأيته يزداد حزنا ثم إنه فرغ فخرج فرأيته سر عنه فتبسم فقلنا يا رسول الله رأيناك مهتما حزينا لم نستطع أن نكلمك ثم رأيناك سر عنك فمم ذاك قال كنت أذكر ضيق القبر وغمه وضعف زينب فكان ذلك شق علي فدعوت الله أن يخفف عنها ففعل ولقد ضغطت ضغطة سمعها من بين الخافقين إلا الجن والإنس حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عثمان بن أبي
(٤٣٣)