ذلك يا عمر وإنه لا حول ولا قوة لهم عند ذلك إلا بالله وكتبتما تحذراني ما حذرت منه الأمم قبلنا وقديما وإن اختلاف الليل والنهار بآجال الناس يقربان كل بعيد ويأتيان بكل جديد ويأتيان بكل موعود حتى يصير الناس إلى منازلهم من الجنة والنار كتبتما تحذراني أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها إلى أن الريح إخوان العلانية أعداء السريرة ولستم بأولئك وليس هذا بزمان ذلك وذلك زمان تظهر فيه الرغبة والرهبة يكون رغبة بعض الناس إلى بعض لصلاح دنياهم كتبتما تعوذان بالله أن أنزل كتابكما سوى المنزل الذي نزل من قلوبكما وأنكما كتبتما به نصيحة لي وقد صدقتما فلا تدعا الكتاب إلي فإنه لا غنى بي عنكما والسلام عليكما حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا نعيم بن حماد ثنا بن المبارك أنا محمد بن مطرف أنا أبو حازم عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن مالك الدار أن عمر بن الخطاب أخذ أربع مائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بهم إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تله ساعة في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع فذهب بها الغلام إليه فقال يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك فقال وصله الله ورحمه ثم قال تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة
(٣٣)