فلما حج بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ليجبره قال وكان أول من تجر في هذا المال معاذ فقدم على أبي بكر من اليمن وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا حجاج بن إبراهيم الأزرق ثنا مروان بن معاوية ها ثنا محمد بن سوقة قال أتيت نعيم بن أبي هند فأخرج إلي صحيفة فإذا فيها من أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب سلام عليك أما بعد فإنا عهدناك وأمر نفسك لك مهم فأصبحت قد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها يجلس بين يديك الوضيع والشريف والعدو والصديق ولكل حصته من العدل فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر فإنا نحذرك يوما تعني فيه الوجوه وتجف فيه القلوب وتنقطع فيه الحجج لحجة ملك قد قهرهم بجبروته والخلق داخرون له يرجون رحمته ويخافون عذابه وإنا كنا نتحدث أن أمر هذه الأمة في آخر زمانها سيرجع إلى أن الريح إخوان العلانية أعداء السريرة وإنا نعوذ بالله أن ينزل كتابنا سوى المنزل الذي نزل من قلوبنا فإنا إنما كتبنا به نصيحة لك والسلام عليك فكتب إليهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه من عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله عنه سلام عليكما أما بعد أتاني كتابكما تذكران أنكما عهدتماني وأمر نفسي لي مهم فأصبحت قد وليت أمر هذه الأمة أحمرها وأسودها يجلس بين يدي الشريف والوضيع والعدو والصديق ولكل حصة من العدل كتبتما فانظر كيف أنت عند
(٣٢)