يا معاذ ما فعل أسيرك فأخبرته فقال إنه عائد الجلياني فرصدته الليلة الثالثة فصنع مثل ذلك وصنعت به مثل ذلك وقلت يا عدو الله عاهدتني مرتين وهذه الثالثة لأرفعنك إلى رسول الله فيفضحك فقال إني شيطان ذو عيال وما أتيتك إلا من نصيبين ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتان أنفرتنا منها فوقعنا بنصيبين لا تقرآن في بيت إلا لم يلج فيه الشيطان ثلاثا فإن خليت سبيلي علمتكهما قلت نعم قال آية الكرسي وآخر سورة البقرة من قوله آمن الرسول بما أنزل إلى آخرها فخليت سبيله ثم غدوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخبره فإذا مناديه ينادي أين معاذ بن جبل فلما دخلت عليه قال لي ما فعل أسيرك فقلت عاهدني ان لا يعود فأخبرته بما قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق الخبيث وهو كذوب قال فكنت أقرأهما عليه بعد ذلك فلا أجد فيه نقصانا أبو ليلى الأنصاري عن معاذ بن جبل حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي ثنا محمد بن المثنى أبو موسى ثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن القاسم بن عوف من أهل
(٥٢)