قالت ادخلوا كلكم ولا تعلم عائشة أن معهم بن الزبير فلما دخلوا اقتحم بن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة وطفق يناشدها ويبكي وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدان عائشة إلا ما كلمته وقبلت منه ويقولان لها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عما قد علمت عن الهجرة فإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحرج طفقت تذكرهم وتبكي وتقول إني قد نذرت والنذر شديد فلم يزالوا بها حتى كلمت بن الزبير وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة ثم كانت تذكر نذرها ذلك بعدما أعتقت أربعين رقبة وتبكي حتى تبل دموعها خمارها حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن بن شهاب عن عوف بن الحارث بن طفيل وهو بن أخي عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها أن عائشة حدثته أن عبد الله بن الزبير قال في بيع أو عطاء أعطته عائشة والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها فقالت هو قال هذا قالوا نعم قالت عائشة فهو لله نذر أن لا أكلم بن الزبير كلمة ابدا فاستشفع بن الزبير إليها حين طالت هجرتها إياه فقالت والله لا أشفع فيه أحد أبدا ولا أحنث نذري الذي نذرت أبدا فلما طال ذلك علي بن الزبير كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة فقال لهما أنشدكما الله إلا أدخلتماني على عائشة فإنه لا يحل لها أن تنذر قطيعتي فأقبل به المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود مشتملين عليه واستنكروا حتى استأذنا على عائشة فقالا السلام على النبي ورحمة الله أندخل قالت عائشة ادخلوا قالوا
(٢٢)