هي عنده أغمي عليه، فكبت، فقال: أعلمت أو لم تسمعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت ليعذب ببكاء الحي.
6693 - عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قتل أبي يوم أحد، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فوضع بين يديه مجدعا قد مثل به، قال: فأكببت أبكي عليه والقوم يعزونني، والنبي صلى الله عليه وسلم يراني ولا ينهاني، حتى رفع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما زالت الملائكة [حوله] (1) حتى رفع، قال: فكان على أبي دين، وكان الغرماء يأتون النخل فينظرونه فيستقلونه (2)، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
إذا أردت أن تجد فآذني، قال فأتيته، فذهب معي، حتى قام فيه فدعا بالبركة، قال: فقضيت ما كان على أبي، وفضل لنا طعام كثير (3).
6694 - عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد سمع لأهل المدينة نحيبا وبكاء فقال:
ما هذا؟ قيل: الأنصار تبكي على قتلاهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكن حمزة لا بواكي له، فبلغ ذلك الأنصار، فجمعوا نساء هم وأدخلوهم دار حمزه يبكين عليه، فسمعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا؟ فقيل: إن الأنصار حين سمعوك تقول: لكن حمزة لا بواكي له، جمعوا نساءهم يبكين عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار خيرا، ونهاهم عن النياحة (4).