وأحمد والعلماء كافة إلا ما حكى عن بعض المالكية أن قياس قول مالك صحة الاستثناء بالنية من غير لفظ قوله (صلى الله عليه وسلم) (فقال له صاحبه قل إن شاء الله) قد يحتج به من يقول بجواز انفصال الاستثناء وأجاب الجمهور عنه بأنه يحتمل أن يكون صاحبه قال له ذلك وهو بعد في أثناء اليمين أو أن الذي جرى منه ليس بيمين فإنه ليس في الحديث تصريح بيمين والله أعلم قوله (صلى الله عليه وسلم) (لأطوفن) وفي بعض النسخ لأطيفن الليلة هما لغتان فصيحتان طاف بالشئ وأطاف به إذا دار حوله وتكرر عليه فهو طائف ومطيف وهو هنا كناية عن الجماع قوله (صلى الله عليه وسلم) (كان لسليمان ستون امرأة) وفي رواية سبعون وفي رواية تسعون وفي غير صحيح مسلم تسع و تسعون وفي رواية مائة هذا كله ليس بمتعارض لأنه ليس س في ذكر القليل نفي الكثير وقد سبق بيان هذا مرات وهو من مفهوم العدد ولا يعمل به عند جماهير الأصوليين وفي هذا بيان ما خص به الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم من القوة على إطاقة هذا في ليلة واحدة وكان نبيا (صلى الله عليه وسلم) يطوف على إحدى عشرة امرأة له في الساعة الواحدة كما ثبت في الصحيح وهذا كله من زيادة القوة والله أعلم قوله (فتحمل كل واحدة منهن فتلد كل واحدة منهن غلاما فارسا يقاتل في سبيل الله) هذا قاله على سبيل التمني للخير وقصد به الآخرة والجهاد في سبيل الله تعالى لا لغرض الدنيا قوله (صلى الله عليه وسلم) (فلم تحمل منهن إلا واحدة فولدت نصف إنسان) وفي رواية جاءت بشق غلام قيل هو الجسد الذي ذكره الله تعالى أنه ألقى على كرسيه قوله (صلى الله عليه وسلم) (لو كان استثنى لولدت كل واحدة منهن غلاما فارسا يقاتل في سبيل الله تعالى) هذا محمول على أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أوحى إليه بذلك في حق سليمان لا أن كل من فعل هذا يحصل له هذا قوله (صلى الله عليه وسلم) (فقال له صاحبه أو الملك قل إن شاء الله فلم يقل ونسي) قيل المراد بصاحبه الملك وهو الظاهر من لفظه وقيل القرين وقيل صاحب له آدمي وقوله نسي ضبطه بعض الأئمة
(١٢٠)