عز وجل قالوا الله ورسوله اعلم قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب * رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأخرجه البخاري عن القعنبي وابن أبي أويس عن مالك وكذلك رواه عبد العزيز الماجشون ومحمد ابن جعفر بن أبي كثير عن صالح بن كيسان ورواه الزهري عن عبيد الله عن أبي هريرة بمعناه وكأنه سمعه منهما * (أخبرناه) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا الحسين بن الحسن ثنا عمرو بن سواد ثنا عبد الله بن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله ان أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم تروا إلى ما قال ربكم قال ما أنعمت على عبادي من نعمة الا أصبح فريق منهم بها كافرين يقولون الكوكب وبالكوكب * رواه مسلم في الصحيح عن عمرو بن سواد وغيره ورواه أبو يونس عن أبي هريرة بمعناه وروى عن ابن عباس * (أخبرناه) أبو طاهر الفقيه ثنا أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا النضر بن محمد (وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا عباس بن عبد العظيم العنبري ثنا النضر بن محمد ثنا عكرمة ابن عمار حدثني أبو زميل قال حدثني ابن عباس قال مطر الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر قالوا هذه رحمة وضعها الله وقال بعضهم لقد صدق نوء كذا وكذا فنزلت هذه الآية (فلا أقسم بمواقع النجوم) حتى بلغ (وتجعلون رزقكم انكم تكذبون) * رواه مسلم في الصحيح عن عباس بن عبد العظيم عن النضر بن محمد * (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي رحمه الله في حديث زيد بن خالد الجهني أرى معنى قوله صلى الله عليه وسلم والله أعلم ان من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك ايمان بالله لأنه يعلم أنه لا يمطر ولا يعطي الا الله عز وجل واما من قال مطرنا بنوء كذا على ما كان بعض أهل الشرك يعنون من إضافة المطر إلى أنه امطره نوء كذا فذلك كفر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان النوء وقت والوقت مخلوق لا يملك لنفسه ولا لغيره شيئا ولا يمطر ولا يصنع شيئا فاما من قال مطرنا بنوء كذا على معنى مطرنا في وقت نوء كذا فإنما ذلك كقوله مطرنا في شهر كذا فلا يكون هذا كفر وغيره من الكلام أحب إلي منه أحب (1) أن يقول مطرنا في وقت كذا قال وبلغني ان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح وقد مطر الناس قال مطرنا بنوء الفتح ثم يقرأ (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها) * قال الشافعي رحمه الله وروينا (2) عن عمر رضي الله عنه أنه قال يوم جمعة وهو على المنبر كم بقي من نوء الثريا فقال العباس لم يبق منه شئ الا العواء (3) فدعا ودعا الناس حتى نزل عن المنبر فمطر مطرا أحيى الناس منه * قال الشافعي وقول عمر رضي الله عنه هذا يبين ما وصفت لأنه إنما أراد كم بقي من وقت الثريا لمعرفتهم بان الله تعالى قدر الأمطار في أوقات فيما قد جربوا كما علموا انه قدر الحر والبرد فيما جربوا في أوقات * قال وبلغني ان عمر بن الخطاب أوجف بشيخ من بني تميم غدا متكئا على عكاز وقد مطر الناس فقال أجاد ما افرى (4) المجدح البارحة فأنكر عمر قوله أجاد ما افرى المجدح لاضافته المطر إلى المجدح قال الإمام أحمد رحمه الله هذا كله كلام الشافعي
(٣٥٨)