ابن عمر انه اقبل من مكة وجاءه خبر صفية بنت أبي عبيد فأسرع السير فلما غابت الشمس قال له انسان من أصحابه الصلاة فسكت ثم سار ساعة فقال له صاحبه الصلاة فسكت فقال الذي قال له الصلاة انه ليعلم من هذا علما لا اعلمه فسار حتى إذا كان بعد ما غاب الشفق بساعة نزل فأقام الصلاة وكان لا ينادي لشئ من الصلاة في السفر فقام فصلى المغرب والعشاء جميعا جمع بينهما ثم قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جد به السير جمع بين المغرب والعشاء بعد ان يغيب الشفق بساعة وكان يصلي على ظهر راحلته أين توجهت به السبحة في السفر ويخبرهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصنع ذلك قال وقال النيسابوري بشئ من الصلوات في السفر اتفقت رواية يحيى بن سعيد الأنصاري وموسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر وأيوب السختياني وعمر بن محمد بن زيد عن نافع على أن جمع ابن عمر بين الصلاتين كان بعد غيبوبة الشفق وخالفهم من لا يدانيهم في حفظ أحاديث نافع * (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن الوليد ابن مزيد اخبرني أبي قال سمعت ابن جابر يقول حدثني نافع قال خرجت مع عبد الله بن عمر وهو يريد أرضا له فنزل منزلا فاتاه رجل فقال له ان صفية بنت أبي عبيد لما بها ولا أظن أن تدركها وذلك بعد العصر قال فخرج مسرعا ومعه رجل من قريش فسرنا حتى إذا غابت الشمس لم يقل لي الصلاة وكان عهدي بصاحبي وهو محافظ على الصلاة فلما ابطأ قلت الصلاة يرحمك الله فما التفت إلي ثم مضى كما هو حتى إذا كان من آخر الشفق نزل فصلى المغرب ثم أقام الصلاة وقد توارى الشفق فصلى بنا ثم اقبل علينا فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عجل به الامر صنع هكذا * وبمعناه رواه فضيل بن غزوان وعطاف بن خالد عن نافع ورواية الحفاظ من أصحاب نافع أولى بالصواب فقد رواه سالم بن عبد الله واسلم مولى عمر و عبد الله بن دينار وإسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذويب وقيل ابن ذويب عن ابن عمر نحو روايتهم (اما حديث سالم) فرواه عاصم بن محمد عن أخيه عمر بن محمد عن سالم * (واما حديث أسلم) فأخبرناه أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي اخبرني موسى بن العباس ثنا الصغاني وعلي بن المغيرة قالا ثنا سعيد بن أبي مريم أنبأ محمد بن جعفر اخبرني زيد بن أسلم عن أبيه قال كنت مع ابن عمر بطريق مكة فبلغه عن صفية شدة وجع فأسرع السير حتى كان بعد غروب الشفق ثم نزل فصلى المغرب والعتمة جمع بينهما وقال إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جد به السير اخر المغرب وجمع بينهما * رواه البخاري في الصحيح عن ابن أبي مريم * (واما حديث عبد الله بن دينار) فأخبرناه أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح وابن بكير قالا ثنا الليث بن سعد قال قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن حدثني عبد الله بن دينار وكان من صالحي المسلمين صدقا ودينا قال غابت الشمس ونحن مع عبد الله بن عمر فسرنا فلما رأيناه قد امسى
(١٦٠)