ولكن ليس أبو بكر النهشلي ممن يحتج بروايته أو تثبت به سنة لم يأت بها غيره * قال الزعفراني قال الشافعي في القديم ولا يثبت عن علي وابن مسعود يعنى ما رووه عنهما من أنهما كانا لا يرفعان أيديهما في شئ من الصلاة الا في تكبيرة الافتتاح قال الشافعي رحمه الله وإنما رواه عاصم بن كليب عن أبيه عن علي فاخذ به وترك ما روى عاصم عن أبيه عن وائل بن حجران النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه كما روى ابن عمر ولو كان هذا ثابتا عن علي و عبد الله كان يشبه أن يكون رآهما مرة اغفلا فيه رفع اليدين ولو قال قائل ذهب عنهما حفظ ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وحفظه ابن عمر فكانت له الحجة * (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن أحمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن حصين (ح وأخبرنا) أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ الحسين بن إسماعيل وعثمان بن محمد ابن جعفر قالا ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن حصين بن عبد الرحمن قال دخلنا (1) على إبراهيم فحدثه عمرو ابن مرة قال صلينا في مسجد الحضرميين فحدثني علقمة بن وائل عن أبيه انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين يفتتح الصلاة وإذا ركع فقال إبراهيم ما أرى أباه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ذاك اليوم الواحد فحفظ ذلك و عبد الله لم يحفظ ذلك منه ثم قال إبراهيم إنما رفع اليدين عند افتتاح الصلاة * لفظ حديث جرير قال أبو بكر بن إسحاق الفقيه هذه علة لا تسوى (2) سماعها لان رفع اليدين قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم عن الخلفاء الراشدين ثم عن الصحابة والتابعين وليس في نسيان عبد الله بن مسعود رفع اليدين ما يوجب ان هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه قد نسي ابن مسعود من القرآن ما لم يختلف المسلمون (3) فيه بعد وهي المعوذتان ونسي ما اتفق العلماء كلهم على نسخه وتركه من التطبيق ونسي كيفية قيام اثنين خلف الامام ونسي ما لم يختلف العلماء فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح يوم النحر في وقتها ونسي كيفية جمع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة ونسي ما لم يختلف العلماء فيه من وضع المرفق والساعد على الأرض في السجود ونسي كيف كان يقرأ النبي صلى الله عليه وسلم وما خلق الذكر والأنثى وإذا جاز على عبد الله ان ينسى مثل هذا في الصلاة خاصة كيف لا يجوز مثله في رفع الدين *
(٨١)