التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله قال محمد قلت بسم الله فقال القاسم بسم الله كل ساعة * (باب التوسع في الاخذ يجمع ما روينا في التشهد مسندا وموقوفا واختيار المسند الزائد على غيره) (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك فذكر حديث عمر في التشهد كما مضى ثم قال فكان هذا الذي علمنا من سبقنا بالعلم من فقهائنا صغارا ثم سمعناه باسناده وسمعنا ما خالفه فكان الذي نذهب إليه ان عمر لا يعلم الناس على المنبر بين ظهراني أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الاعلى ما علمهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما انتهى إلينا من حديث أصحابنا حديث نثبته عن النبي صلى الله عليه وسلم (1) صرنا (2) إليه وكان أولى بنا فذكر حديث ابن عباس فقال يعنى بعض من كلم الشافعي في ذلك فانا نرى الرواية قد اختلفت فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم فروى ابن مسعود خلاف هذا وروى أبو موسى وجابر وقد يخالف بعضها بعضا في شئ من لفظه ثم علمه عمر خلاف هذا كله في بعض لفظه وكذلك تشهد عائشة رضي الله عنها وابن عمر وقد يزيد بعضهم الشئ على بعض قال الشافعي فقلت الامر في هذا بين كل كلام أريد به تعظيم الله عز وجل فعلمهموه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحفظه أحدهم على لفظ ويحفظه الآخر على لفظ يخالفه لا يختلفان في معنى فلعل النبي صلى الله عليه وسلم أجاز لكل امرأ منهم كما حفظ إذ كان لا معنى فيه يحيل شيئا عن حكمه واستدل على ذلك بحديث حروف القرآن قال الشافعي رحمه الله أنبأ مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان النبي صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فكدت ان أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لبيته بردائه فجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انى سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما اقرأتنيها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت ان هذا القرآن انزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه قال الشافعي رحمه الله فإذا كان الله برأفته بخلقه انزل كتابه على سبعة أحرف معرفة منه بان الحفظ قد نزل ليجعل (3) لهم قراءته وان اختلف لفظهم فيه كان ما سوى كتاب الله أولى ان يجوز فيه اختلاف اللفظ ما لم يخل معناه * قال الشيخ رحمه الله وليس لاحد ان يعمد ان يكف عن قراءة حرف من القرآن الا بنسيان وهذا في التشهد وفي جميع الذكر أخف وقال من كلم الشافعي كيف صرت إلى اختيار حديث ابن عباس في التشهد دون غيره قال الشافعي رحمه الله لما رأسه واسعا وسمعته
(١٤٥)