عصر قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان فيك خلتين يحبهما الله عز وجل قلت ما هما قال الحلم والحياء قلت أقديما كان في أم حديثا قال بل قديما قلت الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا إسماعيل بن إبراهيم قال ثنا عوف حدثني أبو القموص زيد بن عدي قال حدثني أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد القيس قال وأهدينا له فيما يهدى موطأ أو قربة من تعضوض أو برنى فقال ما هذا قلنا هذه هدية قال وأحسبه نظر إلى تمرة منها فأعادها مكانها وقال أبلغوها آل محمد قال فسأله القوم عن أشياء حتى سألوه عن الشراب فقال لا تشربوا في دباء ولا حنتم ولا نقير ولا مزفت اشربوا في الحلال الموكى عليه فقال له قائلنا يا رسول الله وما يدريك ما الدباء والحنتم والنقير والمزفت قال أنا لأدري ماهية أي هجر أعز قلنا المشقر قال فوالله لقد دخلتها وأخذت اقليدها قال وكنت قد نسيت من حديثه شيئا فأذكرنيه عبيد الله بن أبي جروة قال وقفت على عين الزارة ثم قال اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين غير خزايا ولا موتورين إذ بعض قومنا لا يسلموا حتى يخزوا ويوتروا قال وابتهل وجهه ههنا من القبلة يعنى عن يمين القبلة حتى استقبل القبلة ثم يدعو لعبد القيس ثم قال إن خير أهل المشرق عبد القيس حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر قال ثنا عوف عن أبي القموص قال حدثني أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فان لا يكن قال قيس بن النعمان فانى نسيت اسمه فذكر الحديث قال وابتهل حتى استقبل القبلة ثم يدعو لعبد القيس ثم قال إن خير أهل المشرق عبد القيس حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يونس بن محمد ثنا يحيى بن عبد الرحمن العصري قال ثنا شهاب بن عباد انه سمع بعض وفد عبد القيس وهو يقول قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد فرحهم بنا فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا فرحب بنا النبي صلى الله عليه وسلم ودعا لنا ثم نظر إلينا فقال من سيدكم وزعيمكم فأشرنا جميعا إلى المنذر بن عائذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أهذا الأشج فكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم لضربة بوجهه بحافر حمار فقلنا نعم يا رسول الله فتخلف بعد القوم فعقل رواحلهم وضم متاعهم ثم أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر ولبس من صالح ثيابه ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط النبي صلى الله عليه وسلم رجله واتكأ فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له وقالوا ههنا يا أشج فقال النبي صلى الله عليه وسلم واستوى قاعدا وقبض رجله ههنا يا أشج فقعد عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم واستوى قاعدا فرحب به وألطفه ثم سأل عن بلاده وسمى له قرية الصفا والمستقر وغير ذلك من قرى هجر فقال بابى وأمي يا رسول الله لانت أعلم بأسماء قرانا منا فقال إني قد وطئت بلادكم وفسح لي فيها قال ثم أقبل على الأنصار فقال يا معشر الأنصار أكرموا اخوانكم فإنهم أشباهكم في الاسلام وأشبه شئ بكم شعارا وابشارا أسلموا طائعين غير مكرهين ولا موتورين إذ أبى قوم أن يسلموا حتى قتلوا فلما ان قال كيف رأيتم كرامة اخوانكم لكم وضيافتهم إياكم قالوا خير اخوان ألانوا فرشنا وأطابوا مطعمنا وباتوا وأصبحوا يعلموننا كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فاعجب النبي صلى الله عليه وسلم وفرح بها ثم أقبل علينا رجلا رجلا يعرضنا على تعلمنا وعلمنا فمنا من تعلم التحيات وأم الكتاب والسورة والسورتين والسنة والسنتين ثم أقبل علينا بوجهه فقال هل معكم من أزوادكم شئ ففرح القوم بذلك وابتدروا رحالهم فاقبل كل رجل منهم معه صبرة من تمر فوضعها على نطع بين يديه وأومأ بجريدة في يده كان يختصر بها فوق الذراع ودون الذراعين فقال أتسمون هذا التعضوض قلنا نعم ثم أومأ
(٢٠٦)