وجنوده قال قلت فبايعني له على الاسلام قال نعم فبسط يده وبايعته على الاسلام ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه وكتمت أصحابي اسلامي ثم خرجت عامد الرسول الله صلى الله عليه وسلم لاسلم فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت أين يا أبا سليمان قال والله لقد استقام المنسم وان الرجل لنبي اذهب والله أسلم فحتى متى قال قلت والله ما جئت الا لاسلم قال فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم خالد بن الوليد فاسلم وبايع ثم دنوت فقلت يا رسول الله انى أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر وما تأخر قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمرو بايع فان الاسلام يجب ما كان قبله وان الهجرة تجب ما كان قبلها قال فبايعته ثم انصرفت قال ابن إسحاق وقد حدثني من لا أتهم ان عثمان ابن طلحة بن أبي طلحة كان معهما أسلم حين أسلما حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه قال لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال قتل عمار وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتله الفئة الباغية فقام عمرو بن العاص فزعا يرجع حتى دخل على معاوية فقال له معاوية ما شأنك قال قتل عمار فقال معاوية قد قتل عمار فماذا قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية فقال له معاوية دحضت في بولك أو نحن قتلناه إنما قتله على وأصحابه جاؤوا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال بين سيوفنا حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا إبراهيم بن خالد قال ثنا رباح عن معمر عن عاصم بن سليمان عن جعفر بن المطلب وكان رجلا من رهط عمرو بن العاص قال دعا أعرابيا إلى طعام وذلك بعد النحر بيوم فقال الاعرابي انى صائم فقال له ان عمرو بن العاص دعا رجلا إلى طعام في هذا اليوم فقال إني صائم فقال عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم هذا اليوم حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن إسحاق قال انا عبد الله يعنى ابن المبارك قال انا ابن لهيعة قال حدثني يزيد بن أبي حبيب ان عبد الرحمن بن شماسة حدثه قال لما حضرت عمرو ابن العاص الوفاة بكى فقال له ابنه عبد الله لم تبكى أجزعا على الموت فقال لا والله ولكن مما بعد قال له قد كنت على خير فجعل يذكره صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتوحه الشام فقال عمرو تركت أفضل من ذلك كله شهادة ان لا إله إلا الله انى كنت على ثلاثة اطباق ليس فيها طبق الا قد عرفت نفسي فيه كنت أول شئ كافرا فكنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو مت حينئذ وجبت لي النار فلما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أشد الناس حياء منه فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا راجعته فيما أزيد حتى لحق بالله عز وجل حياء منه فلو مت يومئذ قال الناس هنيئا لعمرو أسلم وكان على خير فمات فرجى له الجنة ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان وأشياء فلا أدرى على أم لي فإذا مت فلا تبكين على ولا تتبعني مادحا ولا نارا وشدوا على إزاري فانى مخاصم وسنوا على التراب سنا فان جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجرا فإذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها استأنس بكم حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا الأسود بن شيبان قال ثنا أبو نوفل عن بن أبي عقرب قال جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا فلما رأى ذلك ابنه عبد الله بن عمرو قال يا أبا عبد الله ما هذا الجزع وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيك ويستعملك قال أي بنى قد كان ذلك وسأخبرك عن ذلك انى والله ما أدرى أحبا ذلك كان أم تالفا يتألفني ولكن اشهد على رجلين انه قد فارق الدنيا وهو
(١٩٩)