كنت عند عمرو بن العاص بالإسكندرية فذكروا ما هم فيه من العيش فقال رجل من الصحابة لقد توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع أهله من الخبز الغليث قال موسى يعنى الشعير والسلت إذا خلطا حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن يزيد قال ثنا موسى قال سمعت أبي يقول سمعت عمرو بن العاص يخطب الناس بمصر يقول ما أبعد هديكم من هدى نبيكم صلى الله عليه وسلم أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا وأما أنتم فارغب الناس فيها حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن يزيد ثنا حياة حدثني يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحرث عن بسر بن سعيد عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر قال فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن عمرو بن حزم قال هكذا حدثني أبو سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة حدثنا عبد الله أبي ثنا أبو اليمان قال ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله عن عبد الله بن الحرث قال سمعت عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا أنا في منامي اتتني الملائكة فحملت عمود الكتاب من تحت وسادتي فعمدت به إلى الشام ألا فالايمان حيث تقع الفتن بالشام حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة قال أنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال قتل عمار بن ياسر فأخبر عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قاتله وسالبه في النار فقيل لعمرو فإنك هو ذا تقاتله قال إنما قال قاتله وسالبه حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب بن إبراهيم قال ثنا أبي عن أبي إسحاق قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي عن أبي حبيب بن أبي أوس قال حدثني عمرو بن العاص من فيه قال لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون مكاني ويسمعون منى فقلت لهم تعلمون والله انى لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوا كبيرا منكرا وانى قد رأيت رأيا فما ترون فيه قالوا وما رأيت قال رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده فان ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فانا ان نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وان ظهر قومنا فنحن من قد عرف فلن يأتينا منهم الا خير فقالوا ان هذا الرأي قال فقلت لهم فاجمعوا له ما نهدى له وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الادم فجمعنا له أدما كثيرا فخرجنا حتى قدمنا عليه فوالله انا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه قال فدخل عليه ثم خرج من عنده قال فقلت لأصحابي هذا عمرو بن أمية الضمري لو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت ذلك رأت قريش انى قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد قال فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال مرحبا بصديقي أهديت لي من بلادك شيئا قال قلت له أيها الملك انى قد أهديت لك ادما كثيرا قال ثم قدمته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت له أيها الملك انى قد رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فاعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا قال فغضب ثم يمد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت انه قد كسره فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا منه ثم قلت أيها الملك والله لو ظننت انك تكره هذا ما سألتكه فقال له أتسألني ان أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله قال قلت أيها الملك أ كذاك هو فقال ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون
(١٩٨)