كيف ترى في قوله قال ما أراه الا قد أبطل أجره فسمع ذلك آخر فقال ما أرى بذلك بأسا فتنازعا حتى سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال سبحان الله لا باس ان يحمد ويؤجر قال فرأيت أبا الدرداء سر بذلك وجعل يرفع رأسه إليه ويقول أأنت سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول نعم فما زال يعيد عليه حتى انى لاقول ليبركن على ركبتيه قال ثم مر بنا يوما آخر فقال له أبو الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المنفق على الخيل في سبيل الله كباسط يديه بالصدقة لا يقبضها قال ثم مر بنا يوما آخر فقال له أبو الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته واسبال ازاره فبلغ ذلك خريما فجعل يأخذ شفرة يقطع بها شعره إلى انصاف أذنيه ورفع ازاره إلى انصاف ساقيه قال فأخبرني أبى قال دخلت بعد دلك على معاوية فإذا عنده شيخ جمته فوق أذنيه ورداؤه إلى ساقيه فسألت عنه فقالوا هذا خريم الأسدي قال ثم مر بنا يوم آخر ونحن عند أبي الدرداء فقال له أبو الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انكم قادمون على اخوانكم فأصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم فان الله عز وجل لا يحب الفحش ولا التفحش حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال ثنا معاوية يعنى ابن صالح عن سليمان أبى الربيع قال أبى هو سليمان بن عبد الرحمن الذي روى عنه شعبة وليث بن سعد عن القاسم مولى معاوية قال دخلت مسجد دمشق فرأيت أناسا مجتمعين وشيخا يحدثهم قلت من هذا قالوا سهل بن الحنظلية فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أكل لحما فليتوضأ حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا هشام بن سعد حدثني قيس بن بشير التغلبي عن أبيه وكان جليسا لأبي الدرداء بدمشق قال كان بدمشق رجل يقال له ابن الحنظلية متوحدا لا يكاد يكلم أحدا إنما هو في صلاة فإذا فرغ يسبح ويكبر ويهلل حتى يرجع إلى أهله قال فمر علينا ذات يوم ونحن عند أبي الدرداء فقال له أبو الدرداء كلمة منك تنفعنا ولا تضرك قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فلما ان قدمنا جلس رجل منهم في مجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا فلان لو رأيت فلانا طعن ثم قال خذها وأنا الغلام الغفاري فما ترى قال ما أراه الا قد حبط أجره قال فتكلموا في ذلك حتى سمع النبي صلى الله عليه وسلم أصواتهم فقال بل يحمد ويؤجر قال فسر بذلك أبو الدرداء حتى هم ان يجثو على ركبتيه فقال أأنت سمعته مرارا قال نعم ثم مر علينا يوما آخر فقال أبو الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم الرجل خريم الأسدي لو قص من شعره وقصر ازاره فبلغ ذلك خريما فعجل فاخذ الشفرة فقصر من جمته ورفع ازاره إلى انصاف ساقيه قال أبى فدخلت على معاوية فرأيت رجلا معه على السرير شعره فوق أذنيه مؤتزرا إلى انصاف ساقيه قلت من هذا قالوا خريم الأسدي قال ثم مر علينا يوما آخر فقال أبو الدرداء كلمة منك تنفعنا ولا تضرك قال نعم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا انكم قادمون على اخوانكم فأصلحوا رحالكم ولباسكم حتى تكونوا في الناس كأنكم شامة فان الله عز وجل لا يحب الفحش ولا التفحش حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن عبد الله حدثني الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني ربيعة بن يزيد حدثني أبو كبشة السلولي انه سمع سهل بن الحنظلية الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عيينة والأقرع سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فامر معاوية ان يكتب به لهما ففعل وختمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بدفعه
(١٨٠)