نهج السعادة - الشيخ المحمودي - ج ٦ - الصفحة ٩١
فما قصرت رحمتك بنا عن دفاع نقمتك.
إلهي إنك لم تزل بحظوظ صنائعك علينا منعما ولنا من بين الأقاليم مكرما، وتلك عادتك اللطيفة، في أهل الخيفة، في سالفات الدهور وغابراتها، وخاليات الليالي وباقياتها.
إلهي فاجعل ما حبوتنا به من نور هدايتك، درجات نرقى بها إلى غرفات جنتك.
إلهي كيف تفرح بصحبة الدنيا صدورنا، وكيف تلتام في غمراتها أمورنا، وكيف يخلص لنا فيها أمورنا (25)، وكيف يملكنا باللهو واللعب غرورنا، وقد دعتنا باقتراب الآجال قبورنا.
إلهي كيف نبتهج بدار قد حفرت فيها حفائر صرعتها، وقتلتنا بأيدي المنايا (26) حبائل غدرتها، وجرعتنا مكرهين جرع مرارتها، ودلتنا النفس على انقطاع عيشتها، لولا ما أصغت

(25) وفي غير هذا الطريق: (وكيف تلتئم) الخ (وكيف يخلص فيها سرورنا) الخ.
(26) وفي غير هذا الطريق: (وفتلت بأيدي المنايا حبائل غدرتها) ولعله أظهر، وفي رواية القضاعي: (وقلبتنا بأيدي المنايا) الخ (ودلتنا العبر على انقطاع عيشتها).
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست