بحار العلوم (7)، ورجعت بالصغر عن السمو إلى وصف قدرته لطائف الخصوم (8).
واحد لا من عدد، ودائم لا بأمد، وقائم لا بعمد. ليس بجنس فتعادله الأجناس، ولا بشبح فتضارعه الأشباح، ولا كالأشياء فتقع عليه الصفات.
قد ضلت العقول في أمواج تيار ادراكه، وتحيرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليته، وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته، وغرقت الأذهان في لجج بحار أفلاك ملكوته.
مقتدر بالآلاء، وممتنع بالكبرياء، ومتملك على الأشياء، فلا دهر يخلقه، ولا وصف يحيط به.
قد خضعت له رقاب الصعاب في محل تخوم قرارها، وأذعنت له رواصن الأسباب في منتهى