نكل في قدم ولا وهن في عزم (9) داعيا لوحيك حافظا لعهدك، ماضيا على نفاذ أمرك، حتى أورى قبسا لقابس (10) آلاء الله تصل بأهله
(٩) وفي النهج: (غير نأكل عن قدم، ولا واه في عزم، واعيا لوحيك حافظا على عهدك) وهو أظهر. وفي دستور معالم الحكم مثل ما في المتن عدا قوله:
(واعيا لوحيك) فإنه بالواو كما في النهج. وقال ابن قتيبة: النكل والنكول - كفلس وفلوس - مصدران لقولهم: نكل فلان عن الامر - من باب نصر -:
تأخر ورجع على عقبيه، فهذا هو المشهور، ونكل - بالكسر - ينكل نكلا - بضم فسكون - قليلة. وقال أيضا: القدم: التقدم. قال أبو زيد: رجل مقدام إذا كان شجاعا فالقدم يجوز أن يكون بمعنى التقدم وبمعنى المتقدم. أقول: والأظهر ما في النهج من ضبط (قدم) - على زنة قفل وعنق - وهو المضي إلى الامام، يقال:
مضى قدما: أي لم يعرج ولم ينثن. واللام في قوله: (لغير نكل) متعلقة بقوله:
(مستوفزا) أي استوفز لغير نكول، بل للخوف منك والخضوع لك.
(١٠) وفي نهج البلاغة: (حتى أورى قبس القابس، وأضاء الطريق للخابط، وهديت به القلوب بعد خوضات الفتن، وأقام موضحات الأعلام) وفي دستور معالم الحكم: (حتى أورى قبسا لقابس، وأنار علما لحابس) يقال: ورى الزند:
- كوعى - ووري - كولي - يري ورياو ورياورية - كوعدا وبعدا وعدة -:
خرجت ناره، فهو وار. وأوريته ووريته واستوريته: اتقدته. والقبس:
شعلة من النار. والقابس: الذي يطلب النار يقال: قبست نارا فأقبسني.