كان والله شديد القوى، بعيد المدى يقول فصلا (3) ويحكم عدلا، تنفجر الحكمة من جوانبه، وينطلق العلم من نواحيه!!! لا يطمع القوي في باطله ولا يؤيس الضعيف من عدله (4)، وكان والله يجيبنا إذا سألنا [ه] ويبدينا إذا أتينا [ه] ويلبينا إذا دعوناه!!! وكان فينا كأحدنا!!!
وكان مع قربه بنا وتقربه الينا لا نكلمه هيبة ولا نبتديه جلالة!!! وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله (5) قابضا على لحيته يتململ تململ السليم (6) ويبكي بكاء الحزين يناجي ربه ويعاتب نفسه ويقول:
يا دنيا [يا دنيا إليك عني] أبي تعرضت؟ (7) أم بي تشوفت؟ (8) هيهات هيهات لا حان حينك (9)