وبرزوا للغيبة التي لا تنتظر معها الأوبة (2) واستعينوا على بعد المسافة بطور المخافة، فكم من غافل وثق بغفلته وتعلل بمهلته؟! فأمل بعيدا وبنى مشيدا، فنغص بقرب أجله بعد أمله وفاجأه منيته بانقطاع أمنيته (3) فصار بعد العز والمنعة، والشرف والرفعة، مرتهنا بموبقات عمله، قد غاب فما رجع، وندم فما انتفع؟! وشقي بما جمع في يومه، وسعد به غيره في غده!!! وبقي مرتهنا بكسب يده، ذاهلا عن أهله وولده، لا يغني ما ترك فتيلا (4) ولا يجد إلى مناص سبيلا.
فعلام - عباد الله - المنعرج والمدلج؟ (5) والى أين