فعليك أيها السائل بما دلك عليه القرآن من صفته وتقدمك فيه الرسل بينك وبين معرفته، فائتم به واستضئ بنور هدايته فإنما هي نعمة وحكمة أوتيتها فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين، وما كلفك الشيطان علمه [فكل] علمه إلى الله فإنه منتهى حق الله عليك (16).
[و] اعلم أيها السائل أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن الاقتحام على السدد المضروبة دون الغيوب الاقرار (17) بجملة ما جهلوا تفسيره من تفسير الغيب المحجوب (18) فقالوا: آمنا به كل من عند ربنا.
فحمد الله سبحانه اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما. وسمى تركهم التعمق - فيما لم يكلفهم البحث عنه منهم - رسوخا (19) فاقتصر على ذلك واعلم أنه الله