بنبوته، أكرم خلقه وأحبهم إليه، فبلغ رسالة ربه ونصح لامته وأدى الذي عليه.
وأوصيكم بتقوى الله، فإن تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله، وأقربه إلى رضوان الله، وخيره في عواقب الأمور عند الله، وبتقوى الله أمرتم، وللاحسان والطاعة خلقتم، فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه، فإنه حذر بأسا شديدا واخشوا الله خشية ليست بتعذير (3) واعملوا في غير رياء ولا سمعة، فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له، ومن عمل لله مخلصا تولى الله ثوابه.
وأشفقوا من عذاب الله، فإنه لم يخلقكم عبثا ولم يترك [شيئا] من أمركم سدى (4) قد سمى آثاركم، وعلم أعمالكم، وكتب آجالكم، فلا تغتروا بالدنيا فإنها غرارة لأهلها، مغرور من اغتر بها، وإلى فناء ما