ثم خرج وشيعه الناس إلى خارج البصرة، وتبعه الأحنف بن قيس إلى الكوفة.
ولما خرج وصار على غلوة استقبل الكوفة بوجهه (3) - وهو راكب بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وقال:
الحمد لله الذي أخرجني من أخبث البلاد، وأخشنها ترابا وأسرعها خرابا وأقربها من الماء، وأبعدها من السماء، بها مغيض الماء وبها تسعة أعشار الشر وهي مسكن الجن.
الخارج منها برحمة، والداخل إليها بذنب.
أما إنها لا تذهب الدنيا حتى يجئ إليها كل فاجر، ويخرج منها كل مؤمن، وحتى يكون مسجدها كأنه جؤجؤ سفينة.
كتاب الجمل، ص 224 ط النجف.