وبطرا (3) وبالله إنه ما عاش قوم قط في غضارة من كرامة نعم الله في معاش دنيا، ولا دائم تقوى في طاعة الله والشكر لنعمه فإزال ذلك عنهم إلا من بعد تغيير من أنفسهم وتحويل عن طاعة الله والحادث من ذنوبهم وقلة محافظة وترك مراقبة الله عز وجل، وتهاون بشكر نعمة الله، لان الله عز وجل يقول في محكم كتابه: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال " [11 - الرعد: 13].
ولو أن أهل المعاصي وكسبة الذنوب إذا هم حذروا زوال نعم الله وحلول نقمته وتحويل عافيته أيقنوا أن ذلك من الله جل ذكره بما كسبت أيديهم فأقلعوا وتابوا وفزعوا إلى الله بصدق من نياتهم وإقرار منهم بذنوبهم وإساءتهم، لصفح لهم عن كل ذنب، وإذا لاقالهم كل عثرة، ولرد عليهم كل كرامة نعمة، ثم أعاد لهم