فقلت: يا قومي النجعة النجعة. فأبوا [أ] ما كنت بمستنجع بنفسك؟ (3) (قال:) قلت: بلى. كنت تاركهم ومخالفهم إلى الكلاء والماء. فقال عليه السلام: فامدد إذا يدك. فقال الرجل: فوالله ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجة علي (4) (فأخذت بإصبع من أصابعه فقلت: أبايع على أن أطيعك ما أطعت الله، فإذا عصيته فلا طاعة لك علينا. فقال: نعم وطول صوته، فضربت على يده، ثم التفت إلى محمد بن حاطب وكان من ناحية القوم، فقال:
إذا انطلقت إلى قومك فأبلغهم كتبي وقولي. فتحول إليه محمد حتى جلس بين يديه فقال: إن قومي إذا أتيتهم يقولون: ما يقول صاحبك في عثمان؟!!
فسب الذين حوله عثمان، فرأيت عليا قد كره ذلك حتى رشح جبينه وقال:
" أيها القوم كفوا ما إياكم يسأل، ولا عنكم بسائل (5).
قال: فلم أبرح عن العسكر حتى قدم على علي أهل الكوفة فجعلوا يقولون:
نرى إخواننا من أهل البصرة يقاتلوننا؟! وجعلوا يضحكون ويعجبون ويقولون