[13462] 18 - الصدوق، عن القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن أبيه قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): أخبرني بوفاة موسى بن عمران (عليه السلام) فقال له: أنه لما أتاه أجله واستوفي مدته وانقطع أكله أتاه ملك الموت فقال له: السلام عليك يا كليم الله فقال موسى: وعليك السلام من أنت؟ قال: أنا ملك الموت قال: ما الذي جاء بك؟ قال: جئت لأقبض روحك فقال له موسى (عليه السلام): من أين تقبض روحي؟ قال: من فمك، قال له موسى (عليه السلام): كيف وقد كلمت ربي جل جلاله؟ قال:
فمن يديك، قال: كيف وقد حملت بهما التوراة؟ قال: فمن رجليك، قال: كيف وقد وطئت بهما طور سيناء؟ قال: فمن عينيك، قال: كيف ولم تزل إلى ربي بالرجاء ممدودة؟ قال: فمن أذنيك، قال: وكيف وقد سمعت بهما كلام ربي جل وعز؟ قال:
فأوحى الله تبارك وتعالى إلى ملك الموت لا تقبض روحه حتى يكون هو الذي يريد ذلك وخرج ملك الموت فمكث موسى ما شاء الله أن يمكث بعد ذلك ودعا يوشع بن نون فأوصى إليه وأمره بكتمان أمره وبأن يوصي بعده إلى من يقوم بالأمر، وغاب موسى (عليه السلام) عن قومه فمر في غيبته برجل وهو يحفر قبرا فقال له: ألا أعينك على حفر هذا القبر؟ فقال له الرجل: بلى فأعانه حتى حفر القبر وسوى اللحد ثم اضطجع فيه موسى بن عمران (عليه السلام) لينظر كيف هو، فكشف له عن الغطاء فرأى مكانه من الجنة فقال: يا رب اقبضني إليك، فقبض ملك الموت روحه مكانه ودفنه في القبر وسوى عليه التراب وكان الذي يحفر القبر ملكا في صورة آدمي، وكان ذلك في التيه، فصاح صائح من السماء مات موسى كليم الله فأي نفس لا تموت؟
فحدثني أبي عن جدي عن أبيه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن قبر موسى (عليه السلام) أين هو؟ فقال: هو عند الطريق الأعظم عند الكثيب الأحمر (1).