للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفك قيود وأغلال ثقيلة والإستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح وأوطئ المراكب وآنس المنازل، وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسه والإستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها وأوحش المنازل وأعظم العذاب.
وقيل لمحمد بن علي (عليه السلام): ما الموت؟ قال: هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة إلا أنه طويل مدته لا ينتبه منه إلا يوم القيامة فمن رأى في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره ومن أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره؟ فكيف حال فرح في النوم ووجل فيه؟
هذا هو الموت فاستعدوا له (1).
[13729] 35 - الصدوق، عن المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمد العسكري (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: دخل موسى بن جعفر (عليه السلام) على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعيا، فقالوا له: يا ابن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف الموت وكيف حال صاحبنا؟ فقال: الموت هو المصفاة تصفي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر بقي عليهم، ويصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة أو راحة تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم، وأما صاحبكم هذا فقد نخل من الذنوب نخلا وصفي من الآثام تصفية وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد (2).
[13730] 36 - الصدوق بهذا الإسناد، عن علي بن محمد (عليه السلام) قال: قيل لمحمد بن علي بن موسى صلوات الله عليهم: ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟ قال:
لأنهم جهلوه فكرهوه ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عز وجل لأحبوه ولعلموا أن الآخرة خير لهم من الدنيا، ثم قال (عليه السلام): يا أبا عبد الله ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء