الصالحين ولا يعمل عملهم ويبغض المذنبين وهو أحدهم، يكره الموت لكثرة ذنوبه ويقيم على ما يكره الموت من أجله، إن سقم ظل نادما وإن صح أمن لاهيا، يعجب بنفسه إذا عوفي ويقنط إذا ابتلي وإن أصابه بلاء دعا مضطرا وإن ناله رخاء أعرض مغترا، تغلبه نفسه على ما يظن ولا يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه ويرجو لنفسه بأكثر من عمله، إن استغنى بطر وفتن وإن افتقر قنط ووهن، يقصر إذا عمل ويبالغ إذا سأل، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية وسوف التوبة وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة، يصف العبرة ولا يعتبر ويبالغ في الموعظة ولا يتعظ، فهو بالقول مدل ومن العمل مقل، ينافس فيما يفنى ويسامح فيما يبقى، يرى الغنم مغرما والغرم مغنما، يخشى الموت ولا يبادر الفوت، يستعظم من معصية غيره ما يستقل أكثر منه من نفسه، ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره، فهو على الناس طاعن ولنفسه مداهن، اللغو (1) مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء، يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، يرشد غيره ويغوي نفسه فهو يطاع ويعصي ويستوفي ولا يوفي ويخشى الخلق في غير ربه ولا يخشى ربه في خلقه (2).
[12234] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قلما اعتدل به المنبر إلا قال أمام الخطبة:
أيها الناس اتقوا الله فما خلق امرؤ عبثا فيلهو ولا ترك سدى فيلغو، وما دنياه التي تحسنت له بخلف من الآخرة التي قبحها سوء النظر عنده، وما المغرور الذي ظفر من الدنيا بأعلى همته كالآخر الذي ظفر من الآخرة بأدنى سهمته (3).
[12235] 9 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال في وصيته لأبي ذر: يا أبا ذر من أجاب داعي الله وأحسن عمارة مساجد الله كان ثوابه من الله