وظاهرك، قال: فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا حين منعتني حقي من الخمس والفئ، فقال المأمون: وأي حق لك في الخمس والفئ؟ قال: ان الله عز وجل قسم الخمس ستة أقسام وقال: ﴿واعلموا إنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان﴾ (١) وقسم الفئ على ستة أقسام فقال عز وجل: ﴿ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم﴾ (٢) قال:
بما منعتني وأنا ابن السبيل منقطع بي ومسكين لا أرجع إلى شئ ومن حملة القرآن، فقال له المأمون: أعطل حدا من حدود الله وحكما من أحكامه في السارق من أساطيرك هذه، فقال الصوفي: ابدأ بنفسك فطهرها ثم طهر غيرك وأقم حد الله عليها ثم على غيرك، فالتفت المأمون إلى أبي الحسن (عليه السلام) فقال ما تقول؟ فقال: انه يقول سرقت فسرق، فغضب المأمون غضبا شديدا ثم قال للصوفي: والله لأقطعنك، فقال الصوفي: أتقطعني وأنت عبد لي فقال المأمون: ويلك ومن أين صرت عبدا لك؟
قال: لأن أمك اشتريت من مال المسلمين فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب حتى يعتقوك وأنا لم أعتقك ثم بلعت الخمس بعد ذلك فلا أعطيت آل الرسول حقا ولا أعطيتني ونظرائي حقنا والأخرى ان الخبيث لا يطهر خبيثا مثله إنما يطهره طاهر ومن في جنبه الحد لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه أما سمعت الله عز وجل يقول:
﴿أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون﴾ (3)، فالتفت المأمون إلى الرضا (عليه السلام) فقال: ما ترى في أمره؟ فقال (عليه السلام): ان الله جل جلاله