الأنصاري:... وكأني بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازلة الشجعان ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا والرواتع الخضرة أرق جلودا والنابتات العذبة أقوى وقودا وأبطأ خمودا وأنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كالضوء من الضوء والذراع من العضد والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها... (1).
[5980] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قد جمع الناس وحضهم على الجهاد فسكتوا مليا فقال (عليه السلام): ما بالكم أمخرسون أنتم؟ فقال قوم منهم: يا أمير المؤمنين إن سرت سرنا معك، فقال (عليه السلام): ما بالكم لاسددتم لرشد ولا هديتم لقصد أفي مثل هذا ينبغي لي أن أخرج وإنما يخرج في مثل هذا رجل ممن أرضاه من شجعانكم وذوي بأسكم ولا ينبغي لي أن أدع الجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض والقضاء بين المسلمين والنظر في حقوق المطالبين ثم أخرج في كتيبة أتبع اخرى أتقلقل تقلقل القدح في الجفير الفارغ وإنما أنا قطب الرحى تدور علي وأنا بمكاني فإذا فارقته استحار مدارها واضطرب ثفالها هذا لعمر الله الرأي السوء والله لو لا رجائي الشهادة عند لقائي العدو ولو قد حم لي لقاؤه لقربت ركابي ثم شخصت عنكم فلا أطلبكم ما أختلف جنوب وشمال طعانين عيابين حيادين رواغين انه لا غناء في كثرة عددكم مع قلة اجتماع قلوبكم لقد حملتكم على الطريق الواضح التي لا يهلك عليها إلا هالك من استقام فإلى الجنة ومن زل فإلى النار (2).
[5981] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يا أشباه الرجال ولا رجال حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال لوددت اني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرت ندما واعقبت سدما قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحا وشحنتم صدري غيظا