أم جنية فقالت: إنسية، فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من أهله فلما أن هم بها اضطربت، فقال لها: ما لك تضطربين؟ فقالت: أفرق من هذا وأومأت بيدها إلى السماء، قال: فصنعت من هذا شيئا؟ قالت: لا وعزته، قال: فأنت تفرقين منه هذا الفرق ولم تصنعي من هذا شيئا وإنما استكرهك استكراها فأنا والله أولى بهذا الفرق والخوف وأحق منك، قال: فقام ولم يحدث شيئا ورجع إلى أهله وليست له همة إلا التوبة والمراجعة فبينا هو يمشي إذ صادفه راهب يمشي في الطريق فحميت عليهما الشمس فقال الراهب للشاب: ادع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس، فقال الشاب: ما أعلم ان لي عند ربي حسنة فأتجاسر على أن أسأله شيئا، قال:
فادعو أنا وتؤمن أنت؟ قال: نعم فأقبل الراهب يدعو والشاب يؤمن فما كان بأسرع من أن أظلتهما غمامة فمشيا تحتها مليا من النهار ثم تفرقت الجادة جادتين فأخذ الشاب في واحدة وأخذ الراهب في واحدة فإذا السحابة مع الشاب، فقال الراهب: أنت خير مني لك استجيب ولم يستجب لي فأخبرني ما قصتك فأخبره بخبر المرأة فقال: غفر لك ما مضى حيث دخلك الخوف فانظر كيف تكون فيما تستقبل (1).
[5900] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في الصائم يقبل الجارية والمرأة؟ فقال: أما الشيخ الكبير مثلي ومثلك فلا بأس وأمأ الشاب الشبق فلا لأنه لا يؤمن والقبلة احدى الشهوتين، قلت: فما ترى في مثلي تكون له الجارية فيلاعبها؟ فقال لي: انك لشبق يا أبا حازم كيف طعمك؟ قلت: ان شبعت أضرني وان جعت أضعفني، قال: كذلك أنا فكيف أنت والنساء؟ قلت: ولا شيء، قال: ولكني يا أبا حازم ما أشاء شيئا أن يكون ذلك مني إلا فعلت (2).