عليه وترغيبه وترهيبه ووعظه: اما بعد فإن المكر والخديعة في النار فكونوا من الله على وجل ومن صولته على حذر ان الله لا يرضى لعباده بعد إعذاره وإنذاره استطرادا واستدراجا من حيث لا يعلمون ولهذا يظل سعي العبد حتى ينسى الوفاء بالعهد ويظن انه قد أحسن صنعا ولا يزال كذلك في ظن ورجاء وغفلة عما جاءه من النبأ يعقد على نفسه العقد ويهلكها بكل الجهد وهو في مهلة من الله على عهد يهوى مع الغافلين ويغدو مع المذنبين ويجادل في طاعة الله المؤمنين ويستحسن تموية المترفين فهؤلاء قوم شرحت قلوبهم بالشبهة وتطاولوا على غيرهم بالفرية وحسبوا انها لله قربة وذلك لأنهم عملوا بالهوى وغيروا كلام الحكماء وحرفوه بجهل وعمى وطلبوا به السمعة والرياء بلا سبيل قاصده ولا اعلام جارية ولا منار معلوم إلى أمدهم وإلى منهلهم واردوه وحتى إذا كشف الله لهم عن ثواب سياستهم واستخرجهم من جلابيب غفلتهم استقبلوا مدبرا واستدبروا مقبلا فلم ينتفعوا بما أدركوا من أمنيتهم ولا بما نالوا من طلبتهم ولا ما قضوا من وطرهم وصار ذلك عليهم وبالا فصاروا يهربون مما كانوا يطلبون، الحديث (1).
[5717] 10 - البرقي، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال علي (عليه السلام): أخشوا الله خشية ليست بتعذير واعملوا لله في غير رياء ولا سمعة فانه من عمل لغير الله وكله الله إلى عمله يوم القيامة (2).
قد مر منا عنوان الرياء في محلها فراجعها إن شئت.