كسائه ثم أقبل على أصحابه فقال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
(9) - وكان له (صلى الله عليه وآله) ثوبان للجمعة خاصة سوى ثيابه في غير الجمعة، وكانت له خرقة ومنديل يمسح به وجهه من الوضوء، وربما لم يكن معه المنديل فيمسح وجهه بطرف الرداء الذي يكون عليه.
(10) - إرشاد القلوب:... ثم ألهم الله عز وجل نبيه أن قال: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) فقال الله سبحانه: أعطيتك لكرامتك يا محمد، إن الأمم السالفة كانوا إذا نسوا ما ذكروا فتحت عليهم أبواب عذابي، ورفعت ذلك عن أمتك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا) يعني بالآصار الشدائد التي كانت على الأمم ممن كان قبل محمد، فقال عز وجل: لقد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة، وذلك أني جعلت على الأمم أن لا أقبل فعلا إلا في بقاع الأرض التي اخترتها لهم وإن بعدت، وقد جعلت الأرض لك ولامتك طهورا ومسجدا، فهذه من الآصار وقد رفعتها عن أمتك، وقد كانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت على قربانه نارا تأكله، وإن لم أقبل ذلك منه رجع به مثبورا، وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضاعف له الثواب أضعافا مضاعفة، وإن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه به عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلك عن أمتك وهي من الآصار التي كانت، وكانت الأمم السالفة مفروضا عليهم صلاتها في كبد الليل وأنصاف النهار، وهي من الشدائد التي كانت، وقد رفعتها عن أمتك، وفرضت عليهم صلاتهم في أطراف الليل والنهار في أوقات نشاطهم، وكانت الأمم السالفة مفروضا عليهم خمسون صلاة في خمسين وقتا، وهي من الآصار التي كانت عليهم، وقد رفعتها عن أمتك، وكانت الأمم السالفة حسنتهم بحسنة واحدة، وسيئتهم بسيئة واحدة، وجعلت لامتك الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بواحدة،