فربما أطلت الجلوس استماعا مني لهن، فقال: لا تفعل، فقال الرجل: والله ما هو شئ آتيه برجلي إنما هو سماع أسمعه باذني! فقال له أنت أما سمعت الله (ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) قال بلى والله فكأني لم أسمع هذه الآية قط كتاب الله من عجمي من ولا من عربي، لا جرم إني لا أعود إن شاء الله، وإني أستغفر الله فقال له: قم فاغتسل وصل ما بدا لك، فإنك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان أسوأ حالك لومت على ذلك! احمد الله وسله التوبة من كل ما يكره، إنه لا يكره إلا القبيح، والقبيح دعه لأهله فإن لكل أهلا.
(4) - علل الشرايع:... فإن قال: فلم صارت تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة؟ قيل:
لعلل شتى: فمنها أن الصيام لا يمنعها من خدمة نفسها وخدمة زوجها، واصلاح بيتها والقيام بأمورها، والاشتغال بمرمة معيشتها، والصلاة تمنعها من ذلك كله، لأن الصلاة تكون في اليوم والليلة مرارا فلا تقوى على ذلك، والصوم ليس كذلك.
(5) - علل الشرايع:... كما قال أبي (عليه السلام) عليهم السلام كل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير حرام، وكلما كانت له قانصة من الطير فحلال. وعلة أخرى يفرق بين ما أحل من الطير وما حرم قوله (عليه السلام): كل ما دف، ولا تأكل ما صف.
(6) - أمالي الصدوق: عن عباية بن ربعي قال: إن شابا من الأنصار كان يأتي عبد الله بن العباس، وكان عبد الله يكرمه ويدينه فقيل له: إنك تكرم هذا الشاب وتدينه وهو شاب سوء! يأتي القبور فينبشها بالليالي! فقال عبد الله بن العباس إذا كان ذلك فأعلموني، قال: فخرج الشاب في بعض الليالي يتخلل القبور فاعلم عبد الله ابن العباس بذلك فخرج لينظر ما يكون من أمره ووقف ناحية ينظر إليه من حيث لا يراه الشاب، قال: فدخل قبرا قد حفر، ثم اضطجع في اللحد، ونادى بأعلى صوته يا ويحي إذا دخلت لحدي وحدي، ونطقت الأرض من تحتي فقالت: لا مرحبا ولا أهلا