منتخبات الجزء الاثنين بعد المائة من بحار الأنوار 3 حديثا (1) - قال: وكان شيخنا صاحب كتاب بحار الأنوار أدام الله أيام سعادته يعير تلامذته كتب الحديث فإذا رجعوها يخرج من تحت الأوراق من فتات الخبز ما يزيد على شبع الرجل، ثم إنه سلمه الله تعالى صار إذا أراد أن يعير كتابا لواحد من الطلبة يقول له إن كان ما عندك طبق تأكل فيه الخبز وإلا أعرتك طبقا مدة كون الكتاب عندك. قلت: ومن لطايف مزاحاته أن بعض معاصريه ألف رسالة في حرمة شرب التنباك وبعث إليه نسخة منها في خرقة لحفظها فأخذها وطالعها ثم ردها إليه وحفظ الخرقة، وكتب إليه ما معناه (إني ما أفدت من هذه الرسالة شيئا إلا هذه الخرقة فأني أخذتها لأجعل فيها التنباك) وكان يعجبه شربه، وكذا والده، وفي رياض العلماء أنه كان يشر به في الصوم المستحب.
وسأله رجل أن يستخير له بالمصحف لمقصد أضمره، فاستخار له وقال: إنه خير، فذهب الرجل ثم بعد أيام رجع، وقال: أن جنابك ذكرت أنه خير وقد ظهر شره، قال: وكيف ذلك؟ قال: كان الغرض شراء جارية وقد اشتريتها وتبين أنها تبول في الفراش قال - ره -: لو ذكرت لي مقصدك لنهيتك عنه، فان في آية الاستخارة إشارة إليه وهي قوله تعالى (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا).