دراسات في الحديث والمحدثين - هاشم معروف الحسني - الصفحة ٢٥٥
وقد تكرر هذا الحديث في الصحيح بهذا المضمون ورواه في المجلد الثاني ص 204 عن هشام بن عروة عن أبيه عن السيدة عائشة وجاء فيه، ان النبي (ص) سحر حتى كان يخيل إليه انه صنع شيئا وما صنعه، والأحاديث المروية حول هذا الموضوع كلها تنص على أن النبي قد اثر به السحر إلى حد أصبح يخيل إليه انه قد صنع الشئ وما صنعه، ولازم ذلك أن يكون قد فقد رشده، ومن الجائز عليه في تلك الحالة ان يتخيل انه قد صلى ولم يصل، وان يتخيل شيئا يتنافى مع نبوته، بل مع انسانيته، فيفعله، وبالرغم من اني قد اخذت على نفسي ان لا أهاجم أحدا في هذا الكتاب، ولكني أراني مضطرا للهجوم في هذا المورد وارى لزاما علي ان أقول: ان الذين رووا هذا الحديث ودونوه هم المسحورون لأنهم لا يفكرون بما يكتبون، ويروون ولا يتثبتون، وكيف يصح على نبي لا ينطق عن الهوى كما وصفه ربه، ان يكون فريسة للمشعوذين، فيفقد شعوره ويغيب عن رشده، ومع ذلك يصفه القرآن بأنه لا ينطق الا بما يوحى إليه، ويفرض على الناس أجمعين ان يقتدوا بأقواله وأفعاله، والمسحور قد يقول غير الحق ويفعل ما لا جوز فعله على سائر الناس وقد يخرج عن شعوره وادراكه.
وكما روى البخاري حديث السحر، روى أحاديث كثيرة تنص على أن النبي كان ينسى في صلاته فيزيد فيها أحيانا وينقص حينا آخر.
فروى عن علقمة عن عبد الله ان رسول الله (ص) صلى الظهر خمسا فقيل له: أزيد في الصلاة يا رسول الله فقال وما ذاك؟ قيل له: صليت خمسا فرجع وسجد سجدتين واكتفى بصلاته (1).

(1) مع العلم بان زيادة الركعة مبطلة للصلاة سواء كانت من عمد أو سهو وقد كذب الجصاص في المجلد الثاني من احكام القران حديث سحر النبي (ص) ونزهه عن هذه الأباطيل التي لا تتفق مع الغاية التي ارسل الله الرسل من اجلها ولا أظن أحدا من اعلام السنة يعرف مقام النبوة ويقر أمثال هذه المرويات.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 دراسات في الكافي للكليني والصحيح للبخاري 5
2 مقدمة 7
3 الفصل الأول: لمحات عن الكتابة والحديث ومراحل تدوينه 13
4 الفصل الثاني: في أصناف الحديث 31
5 التواتر عند محدثي السنة 38
6 أخبار الآحاد وأصنافها 40
7 الحديث وأصنافه عند السنة 49
8 الحسن 51
9 الضعيف 52
10 العدالة 58
11 الفصل الثالث: في الصحابة 65
12 عدالة الصحابة 71
13 الفصل الرابع: البخاري وصحيحه بنظر المحدثين 109
14 الصحيح بنظر العلماء والمحدثين 116
15 الكليني 125
16 الكافي بنظر الشيعة 130
17 الكليني يختمر السند أحيانا 140
18 الكليني يروي عن الإماميين وغيرهم 143
19 موقف السنة من مرويات المخالفين لهم 145
20 الفصل الخامس: من رجال البخاري 161
21 من رجال الكافي 192
22 الواجب في صحيح البخاري 202
23 الواجب في الكافي 209
24 البداء في الكافي 220
25 البداء في صحيح البخاري 225
26 القدر في صحيح البخاري والكافي 227
27 من كتاب العلم في صحيح البخاري 233
28 من كتاب العلم في الكافي 238
29 من كتاب الإيمان في صحيح البخاري 245
30 الدجال 283
31 من الكافي 285
32 الإيمان والإسلام في الكافي 318
33 التقية في الكافي 326
34 من هنا وهناك 340
35 من مرويات الكافي حول القرآن 345