دراسات في الحديث والمحدثين - هاشم معروف الحسني - الصفحة ٢٥٦
وروى عن أبي هريرة ان رسول الله (ص) صلى صلاة العصر ركعتين ثم سلم وقام إلى خشبة في المسجد ووضع يده عليها، وفي المسجد أبو بكر وعمر، فهابا ان يكلماه وخرج الناس وقالوا قصرت الصلاة، فسأله رجل منهم يدعى ذو اليدين، فقال: أنسيت أم قصرت الصلاة يا رسول الله، فقال النبي (ص) لم أنس ولم تقصر، قال: بلى لقد نسيت، فرجع النبي وصلى بهم ركعتين وسلم ثم سجد سجدتين وروى غير هاتين الروايتين عن سهو النبي ونسيانه في باب السهو في الصلاة (1).
وفي أحاديث قيام الساعة روى عن أبي هريرة، ان رسول الله (ص) قال: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في ايمانها خيرا، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد رفع الرجل أكلته إلى فمه فلا يطعمها.
وروى في باب كيفية الحشر عن عبد الله بن عباس، ان رسول الله (ص) وقف خطيبا في الناس. فقال: ا انكم محشورون حفاة عراة كما بدأنا أول خلق نعيده، وان أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم،

(1) انظر ص 212 و 213 من الصحيح، ونسبة السهو والنسيان إلى النبي (ص) من المنكرات عند الإمامية ولم يرد في الكافي ما يشير إلى ذلك ومال إلى جواز السهو عليه محمد بن بابويه المعروف بالصدوق أحد محدثي الامامية ولكنه تعرض لأعنف الهجمات من الامامية في جميع العصور وإذا جاز عليه اللهو والنسيان في صلاته جاز في غيرها حتى في حال تبليغ الأحكام والوحي وغيرهما وإذا كان بهذه الحالة فهل يحصل للناس الجزم والوثوق بما يأتي به بعد أن كان معرضا للسهو وللنسيان ولأن يدخل عليه السحر وينفعل به كغيره من سائر الناس.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست