يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام قلت وعليه السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته وأضافت إلى ذلك أنه يرى ما لا ترى.
وفي باب كنية المشرك روى عن عبد الله بن نوفل عن العباس بن عبد المطلب أنه قال لرسول الله: هل نفعت أبا طالب بشئ فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال نعم: هو في ضحضاح من نار ولولا انا لكان في الدرك الأسفل من النار (1).
وإذا كان آل أبي طالب ليسوا للنبي بأولياء كما يزعم ابن العاص فليس بغريب إذا كان سيدهم وزعيمهم أبو طالب في ضحضاح من نار أو في الدرك الأسفل من النار كما تنص على ذلك تلك المرويات التي صنعها معاوية بن هند وعملاؤه ليبرز من خلالها فضل أبيه المتضلع بالاسلام، على أبي طالب المؤمن برسالة ابن أخيه ايمانا صادقا قويا منذ بعثه الله رسولا لعباده حتى النفس الأخير من حياته.
ولولا أنه والد الإمام علي بن أبي طالب لكان عند جمهور السنة من أصدق المسلمين ايمانا وأخلصهم عملا وفي أعلى درجات النعيم.
وما أدري كيف سوغ هؤلاء لأنفسهم ان يلصقوا الكفر بابي طالب بعد تلك المواقف الخالدة التي وقفها في سبيل الدعوة المباركة بماله وجاهه وجميع إمكانياته، ولم يكفهم قوله من جملة أبيات كما جاء في تاريخ ابن كثير ص 87.
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا نبيا كموسى خط في أول الكتب وقوله في الكتاب المذكور ص 57:
وأيده رب العباد بنصره وأظهر دينا حقه غير زائل لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الا باطل وقوله في ص 42 من التاريخ المذكور: