في جميع ما استثناه من (النوادر).
عود على بدء فأول من يمكن أن يقال عنه: إنه ضعف العبيدي هو ابن الوليد، ثم تبعه الصدوق، ثم الشيخ الطوسي، وواضح من عبارته هنا وفي الاستبصار (1) أنه اعتمد في تضعيفه له على استثنائه من (نوادر الحكمة)، وجميع من طعن به من بعدهم اعتمد - بشكل أساسي - على كلام الشيخ الطوسي.
وبعد هذا يطالعنا سؤال وهو: هل ما استفاده الشيخ من فعل ابن الوليد كان تاما أم لا؟
وبعبارة أخرى هل أن أبن الوليد أراد بفعله هذا تضعيف العبيدي؟
وقبل الإجابة عن هذا السؤال لابد من التحقيق عما فعله ابن الوليد في كتاب (نوادر الحكمة). والإحاطة بجميع ما قيل أو يمكن أن يقال، يتطلب بسطا من الكلام، إلا أنا نكتفي هنا بموجز عن ذلك وفاء لحقه (قدس الله نفسه الزكية)، ويتضح ذلك ببيان أمور:
1 - الظاهر أن نظر ابن الوليد رحمه الله في الاستثناء إلى روايات كتاب (نوادر الحكمة) فيرى أن روايات الكتاب صالحة للاعتماد عليها، إلا روايات معينة أفرزها وبينها بحسب ما جاء في كلامه، وهكذا بالنسبة إلى نسخ كتب يونس بن عبد الرحمن. وبتعبير القدماء: رواياتها، فيؤمن بجملة من تلك النسخ ويناقش في خصوص النسخة التي رواها العبيدي.
وبعبارة أخرى: إن كلامه يشبه القضية الخارجية، وليس من سنخ القضايا الحقيقية.
.