أجل.. ببركة الاسناد نستطيع الذب عن حريم ديننا، والذود عن حياض شريعتنا.
ومن هنا كان تأكيد الأصحاب (رضوان الله تعالى عليهم) على (الإجازة في الرواية) حفاظا على بقاء اتصال سلسلة السند إلى المعصوم عليه السلام.
والإجازة - وإن كان كثير من أهل زماننا لا يحرصون عليها حرص العلماء السابقين - إلا أنها - بحق - من أهم الأمور لبقاء الاسناد واستمراره.
طلب الاسناد العالي:
بعد الحث - الذي تقدم بعضه - على الاخذ بالحديث المسند والاعتماد على الاسناد، ورد - أيضا - التأكيد على الاسناد العالي، بل بالغوا في طلبه وأكدوا عليه، حتى جعلوا الرحلة في طلب الاسناد العالي مستحبة مؤكدة، وأن " قرب الإسناد قرب أو قربة إلى الله " (1)، فلذلك كانوا يشدون الرحال إلى من عنده شئ من تلك الأسانيد العالية، فكان الرجل منهم يرحل الأيام بل الأسابيع والشهور للقاء محدث عمر أو لقي كبار الرواة في سن مبكر، حتى عد السند إليه عاليا، وقد اعتبروا ذلك من جملة مميزات المحدث وأنه عالي الاسناد، أو كما عبر النجاشي عن جماعة بقوله: " وكان علوا في الوقت " (2) أو " وكان في هذا