وأما بعد عصر الشيخ الكليني، فإني - وحسب تتبعي - لم أعثر على ثلاثيات بالمعنى المصطلح لأصحابنا في كتبهم المطبوعة، ولو نجت بقية كتبهم ووقعت بأيدينا، كالتي ألفها علي بن حاتم القزويني (كان حيا / 350 ه)، أو هارون بن موسى التلعكبري (ت / 385 ه) وغيرهما لكان من الممكن الحصول على روايات ثلاثية بعد عصر الكليني.
نعم، في كتاب كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (ت / 367 ه) - وهو من تلامذة الكليني - بعض الروايات التي هي من الثلاثيات الحكمية (1)، فإنه يروي بواسطتين عن أصحاب الإمام الصادق (ع)، إلا أنهم لم يرووها عن الامام مباشرة، كروايته عن شيخه " محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن وهيب بن حفص النحاس، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) (2).
أو كروايته عن " الحسين بن محمد بن عامر، عن أحمد بن إسحاق بن سعد، عن سعدان بن مسلم... " (3).
وفي كامل الزيارات - كما في غيره - قد يعثر - ظاهرا - على بعض الروايات الثلاثية بالمعنى المصطلح، إلا أنه بالتأمل في سندها يتبين للخبير بهذا الفن أن فيها سقطا أو تصحيفا ونحو ذلك.
وأما ما قبل عصر الشيخ الكليني، فإن بحث الثلاثيات، وقرب الإسناد تتضاءل قيمته العلمية كلما اقترب من عصر الإمام الصادق (ع)، ولذلك ثلاثيات الكليني ذات أهمية أكثر من ثلاثيات سعد بن عبد الله الأشعري (ت / 351 ه) .