وإما لاحتمال التصحيف في بعض الألفاظ ك " بن " و " عن " أو التحريف في بعض الكلمات والأسماء، وغير ذلك من هذه الأمور.
وهذه المرحلة - في الواقع - من أصعب المراحل التي واجهتها في هذا البحث، لما تنطوي على مسائل دقيقة ومهمة قد تخفى حتى على المتضلع النحرير.
وهذا هو السبب الذي جعلني أقسم هذا البحث إلى ثلاثة أقسام، وأفردت القسمين الأخيرين منه، لرفع ما استطعت عليه من تلك الأمور.
وسيأتي زيادة توضيح حول أقسام الكتاب.
هذا ما عند الشيخ الكليني من ثلاثيات في كتاب الكافي. وأما عند غيره ممن هو في عصره، كعلي بن الحسين بن بابويه القمي (ت / 329 ه)، ومحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، فإن رواياتهم مبثوثة في كتبهم، ولو وصلت جميع كتبهم إلينا لوجدنا من الثلاثيات الشئ الكثير.
والذي وصل إلينا من كتب ابن بابويه - والتي ذكر فيها جميع سلسلة أسانيد الروايات - فقط كتاب (الإمامة والتبصرة) ويشتمل على حديث واحد ثلاثي رواه عن:
" سعد بن عبد الله، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (ع)... " (1).
وأما الكشي، فإن في كتابه مجموعة روايات ثلاثية الاسناد، كالتي يرويها عن شيخه حمدويه بن نصير، عن أيوب بن نوح، عن حنان بن سدير، عن الإمام الصادق (ع) (2).