وجوهنا قال:
الحمد الله الذي نصر محمدا، وأقر عينه، ألا أبشركم؟
فقلت: بلى.. أيها الملك!
فقال: إنه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين (1) من عيوني هناك، فأخبرني أن الله عز وجل قد نصر نبيه محمدا (ص)، وأهلك عدوه، وأسر فلان وفلان، التقوا بواد يقال له: (بدر) كثير الأراك، لكأني أنظر إليه حيث. كنت أرعى لسيدي هناك - وهو رجل من بني ضمرة -.
فقال له جعفر: أيها الملك! فما لي أراك جالسا على التراب وعليك هذه الخلقان؟
فقال له: يا جعفر! إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى (ع): " أن من حق الله على عباده أن يحدثوا له تواضعا عندما يحدث لهم من نعمة " فلما أحدث الله عز وجل لي نعمة بمحمد (ص) أحدثت لله هذا التواضع.
فلما بلغ النبي (ص) قال لأصحابه: إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة، فتصدقوا يرحمكم الله، وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله، وإن العفو يزيد صاحبه عزا، فاعفوا يعزكم الله (2).