ثلاثيات الكليني - الشيخ أمين ترمس العاملي - الصفحة ١٧٠
أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص):
مداراة الناس نصف الايمان، والرفق بهم نصف العيش.
ثم قال أبو عبد الله (ع):
خالطوا الأبرار سرا، وخالطوا الفجار جهارا، ولا تميلوا عليهم فيظلموكم، فإنه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله، وصبر نفسة على أن يقال له: إنه أبله لا عقل له (1).
* * * 9 - علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (ع) قال:
أرسل النجاشي (2) إلى جعفر بن أبي طالب (3) وأصحابه، فدخلوا عليه

(١) الكافي: ج ٢، ص ١١٧، ك (الايمان والكفر) ب ٥٧، ح ٥.
* وعنه في مرآة العقول: ج ٨، ص ٢٢٨، ح ٥، مع شرح.
* وفي شرح المازندراني: ص ٣٦٦.
* وفي الوافي: مجلد ٤، ص ٤٥٨، ح ٢٣٤٤.
* وفي الوسائل: ج ٨، ص ٥٤٠، ك (الحج) ب ١٢١ من أبواب (أحكام العشرة) ح ٥.
* وفي البحار، ج ٧٥، ص ٤٤٠، ك (العشرة) ب ٨٧، ح ١٠٨، مع بيان مفصل.
(٢) النجاشي: لقب ملك الحبشة، واسمه " أصحمة " وبالعربية " عطية ": أسلم في عهد رسول الله (ص)، وقد هاجر إليه ثلة من المسلمين على رأسهم جعفر بن أبي طالب (ع) في بداية الدعوة فرارا من ظلم مشركي مكة، وعاشوا في جواره سنين في أمن وأمان، وراحة واطمئنان.
توفي قبل فتح مكة، وقيل: في رجب سنة. تسع، وتألم النبي (ص) لموته ودعا له ينظر:
تنقيح المقال: ج ١، ص. ١٥، رقم ١٠٠٩.
وأسد الغابة: ج ١، ص ١١٩، رقم ١٨٨.
والإصابة: ج ١، ص ١٠٩، رقم ٤٧٣.
(٣) جعفر بن أبي طالب (ع) أخو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لأبويه، وهو جعفر الطيار، وكان أشبه الناس برسول الله (ص) خلقا وخلقا، وأسلم بعد أخيه علي أمير المؤمنين (ع) بقليل، وروى في أسد الغابة ج ١، ص ٢١٠: " أن أبا طالب رأى النبي (ص) وعليا رضي الله عنه يصليان وعلي عن يمينه، فقال لجعفر رضي الله عنه: صل جناح ابن عمك وصل عن يساره... وكان رسول الله (ص) يسميه أبا المساكين، وكان أسن من علي بعشر سنين، وأخوه عقيل أسن منه بعشر سنين، وأخوه طالب أسن من عقيل بعشر سنين " ومواقفه الشجاعة أمام النجاشي في الحبشة دفاعا عن الاسلام في مواجهة رسل مكة مشهورة خلدها التاريخ، كمواقف أبيه وأخيه من قبله (صلوات الله عليهم أجمعين).
ورجع من هجرته يوم فتح (خيبر) واستقبله رسول الله (ص) وعانقه وقبل ما بين عينيه وبكى فرحا برؤيته وقال: " لا أدري بأيهما أنا أشد سرورا بقدومك يا جعفر أم بفتح الله على يد أخيك خيبر ".
استشهد في واقعة (مؤتة) بعد قطع يديه، ووجد في بدنه أكثر من مئة طعنة وضربة سيف، وقد رثاه ومن قتل معه حسان بن ثابت في قصيدة مطلعها:
تأوبني ليل بيثرب أعسر * وهم إذا ما نوم الناس مسهر إلى أن قال:
رأيت خيار المؤمنين تواردوا * شعوب وقد خلفت فيمن يؤخر فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا * بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر أغر كلون البدر من آل هاشم * أبي إذا سيم الظلامة مجسر فطاعن حتى مات غير موسد * بمعترك فيه القنا يتكسر فصار مع المتشهدين ثوابه * جنان وملتف الحدائق أخضر وكنا نرى في جعفر من محمد * وفاء وأمرا جازما حين يأمر فما زال في الاسلام من آل هاشم * دعائم عز لا ترام ومفخر هم جبل الاسلام والناس حوله * رضام إلى طود يروق ويقهر بهم تكشف اللاواء في كل مازق * عماس إذا ما ضاق بالقوم مصدر هم أولياء الله أنزل حكمه * عليهم وفيهم ذا الكتاب المطهر ديوان حسان: ص ٩٩.
وروى الشيخ الصدوق في (الأمالي) باسناده عن الباقر (ع) قال:
أوحى الله عز وجل إلى رسول الله (ص): " أني شكرت لجعفر بن أبي طالب أربع خصال " فدعاه النبي (ص)، فأخبره فقال: لولا أن الله أخبرك ما أخبرتك، ما شربت خمرا قط، لأني علمت أن لو شربتها زال عقلي، وما كذبت قط، لان الكذب ينقص المروءة، وما زنيت قط، لأني خفت أني إذا عملت عمل بي، وما عبدت صنما، لأني علمت أنه لا يضر ولا ينفع.
قال: فضرب النبي (ص) يده على عاتقه، فقال: " حق لله عز وجل أن يجعل لك جناحين تطير بهما مع الملائكة في الجنة ". الأمالي مجلس ١٧، ص ٦٩، ح ١٧.
وينظر:
تنقيح المقال: ج ١، ص ١١٢، رقم ١٧٤٩.
والإصابة: ج ١، ص ٢٣٧، رقم ١١٦٦.
والاستيعاب: ج ١، ص ٢١٠.
وأسد الغابة: ج ١، ص 341، رقم 759.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 172 173 175 176 177 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 7
2 شكر وتقدير 8
3 رموز الكتاب 9
4 تقديم سماحة العلامة آية الله السيد أحمد المددي 11
5 تمهيد 13
6 المقدمة 15
7 الفصل الأول السند والإسناد وتعريفهما 17
8 الإسناد من خصائص هذه الأمة 17
9 طلب الإسناد العالي 20
10 ما المراد بالإسناد العالي 21
11 أهم مميزات الإسناد العالي 22
12 من صنف في قرب الإسناد 23
13 أقسام العلو والنزول 23
14 هل يقدم الإسناد النازل على العالي؟ 30
15 الفصل الثاني المبحث الأول: مصطلح الثلاثيات ونشأته 32
16 المبحث الثاني: إطلالة على بحث الثلاثيات عند العامة 34
17 1 - ثلاثيات البخاري 34
18 2 - ثلاثيات مسلم 35
19 3 - ثلاثيات الترمذي 36
20 4 - ثلاثيات النسائي 37
21 5 - ثلاثيات أبي داود 37
22 6 - ثلاثيات ابن ماجة 37
23 7 - ثلاثيات الشافعي 38
24 8 - ثلاثيات مسند ابن حنبل 38
25 9 - ثلاثيات الدارمي 39
26 10 - ثلاثيات أبي داود الطيالسي 39
27 11 - ثلاثيات مسند ابن حميد 40
28 12 - ثلاثيات الطبراني 40
29 المبحث الثالث: إطلالة على بحت الثلاثيات عند الخاصة 41
30 ثلاثيات الكليني 41
31 ثلاثيات الحكمية 45
32 ثلاثيات السند وثلاثيات المتن 46
33 الفصل الثالث طبقات رواة الكتاب 47
34 ثقة الإسلام 47
35 الطبقة الأولى: 52
36 1 - أبو علي الأشعري 52
37 2 - أحمد بن مهران 53
38 3 - الحسين بن محمد 55
39 4 - حميد بن زياد 57
40 5 - علي بن إبراهيم 60
41 6 - محمد بن يحيى 63
42 الطبقة الثانية: 64
43 1 - إبراهيم بن هاشم 64
44 2 - أحمد بن إسحاق 68
45 3 - أحمد بن محمد 71
46 4 - الحسن بن محمد 72
47 5 - عبد العظيم بن عبد الله 74
48 6 - محمد بن الحسين 77
49 7 - محمد بن علي 79
50 8 - محمد بن عيسى 81
51 9 - هارون بن مسلم 92
52 الطبقة الثالثة: 100
53 1 - بكر بن محمد الأزدي 100
54 2 - الحسين بن أبي العلاء 102
55 3 - حماد بن عيسى 105
56 4 - حنان بن سدير 106
57 5 - سعدان بن مسلم 109
58 6 - مسعدة بن صدقة 111
59 7 - مسعدة بن زياد 111
60 8 - مسعدة بن اليسع 111
61 تحقيق حول مسعدة: 111
62 وفيه جهات: الأولى: في أقوال الأصحاب 114
63 الثانية: في تحديد ما ذكر من كنى وألقاب 122
64 الثالثة: فيما قيل حول مذهبهم 124
65 الرابعة: في وثاقتهم 130
66 الخامسة: في تعددهم واتحادهم 133
67 9 - وهيب بن حفص 136
68 10 - هشام بن الحكم 137
69 11 - يحيى بن سالم 139
70 12 - يحيى بن عقبة الأزدي 140
71 أقسام الكتاب 141
72 طريقة عملي في هذا الكتاب 141
73 وصف النسخ الخطية 143
74 نماذج مصورة من المخطوطات المعتمدة 145
75 القسم الأول: في الروايات التي يحكم بكونها ثلاثية 157
76 القسم الثاني: في الروايات التي يحتمل أن تكون ثلاثية 319
77 القسم الثالث: في الروايات التي ظاهرها ثلاثي في الكافي المطبوع وهي ليست كذلك 335