السقيفة أم الفتن - الدكتور الخليلي - الصفحة ٧٢
ولقد حاول البعض تبرئة الصحابة المخالفين لحدود الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأوردوا خبرا وأسندوه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو: " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم "، وقد رأينا مخالفة سعد بن عبادة وجماعة الخزرج لأبي بكر وعمر، وكذا علي (عليه السلام) والهاشميين وجماعة من الصحابة، ولا ننسى بيعة طلحة والزبير لعلي (عليه السلام) ثم نكثهم البيعة ومحاربتهم إياه في حرب الجمل، وقتلهم الألوف بل عشرات الألوف ظلما وعدوانا ولا ننسى قيام معاوية وعمرو ابن العاص والمغيرة بن شعبة ضد علي (عليه السلام) وإشعال حرب صفين وغيرها، ولا ننسى فتك معاوية بن أبي سفيان بصحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقتلهم، أمعاوية من النجوم؟ أهؤلاء كلهم نجوم فمن هو الباغي، وبمن نقتدي؟ وهل يجوز لنا إلا الانضمام إلى جهة ولدت قبال الأخرى، كما جاء في الآية الشريفة " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفي إلى أمر الله... " (1)، إذن لا يجوز أن نقول إن الفريقين الظالم والمظلوم والقاتل والمقتول على حق، هذا ما نجده في الآية، وهذا ما يحكم به العقل، وخلاف ذلك ما لا يقبله من أعطي سمة من المنطق السليم.
ثم نعود إلى من روى هذا الحديث، فنرى القاضي عياض ج 2 ص 91 في شرح الشفاء قد نقل هذا الحديث عن الدارقطني في الفضائل وعن عبد البر عن طريقه وقال:
إنه لا عبرة بإسناده، كما نقل عن عبد الحميد في مسنده عن عبد الله بن عمران البزاز ينكر هذا الحديث. وقال البيهقي:
رغم شهرة الخبر فإن أسناده ضعيفة، إذ إن في إسناده الحارث بن غضين هو

(1) سورة الحجرات، الآية 9.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست