السقيفة أم الفتن - الدكتور الخليلي - الصفحة ٦١
يضمه من المهاجرين والأنصار، والجميع في غفلة عنه رغم قربهم منه.
وعمر هو الذي جاء دار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفيه جميع بني هاشم ونخبة الصحبة مجتمعين، فلم يخبر أحدا منهم ولم يخبر باقي أهل المدينة والجيش، ثم بعدها التظاهر في الطرق والأسواق لجلب انتباه العامة وغيرهم بانتخاب خليفة بغية تأييدهم البيعة لأبي بكر، وهل كانت المدينة سوى إحدى مدن الحجاز واليمن والجزيرة العربية والجميع في غفلة عن هذا.
أنظر إلى هذا التحدي، وكيف استنكر الجميع ذلك، الجيش وأميره أسامة والزبير وطلحة وباقي الصحابة وبنو هاشم الذين كانوا قائمين على تجهيز رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكيف استغرب أبو سفيان العائد بالأموال التي جلبها من مكة وحواليها، وتحريضه بني هاشم للقيام والوثبة ضد الغاصبين، ولم يسكت حتى أعطيت له تلك الأموال رشوة ووعود له بحصة في الملك، أي انتخاب هذا الذي سيقت له الأمة بالخديعة والقهر والرشوة والمكر والفتك؟ وإن صح الإجماع وهم يطلبون رضاء الأمة، فلماذا يعهد أبو بكر بالخلافة بعده لعمر وهو في مرض موته الذي بلغ به درجة الإغماء ودون أن يستشير أي فرد في ذلك، هذا رغم معارضة صريحة من أقرب الصحابة، كاعتراض طلحة يوم خاطب أبا بكر قائلا: ماذا تقول لربك إذا سألك الله وأنت تولي على أمة محمد فظا غليظا، وأما الشورى ففيها الفضيحة والاعتداء المنكر والبؤرة المنشئة للفتن التي فتكت بأمة محمد والتي سنشرحها في محلها.
وقد أحلوا حرام الله وحرموا حلاله وجعلوها سنة، كما عطلوا سنن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأحاديثه حتى نسيت بحجة أن عندنا القرآن! كلمة حق يراد بها باطل، كأنهم أعلم من الله ورسوله بالنصوص والسنن.
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست